
التدخلات المبنية على المثيرات القبلية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. شروق السبيعي
تنبع التدخلات المبنية على المثيرات القلبية من تحليل السلوك التطبيقي، وهي مصممة لمساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الذين لديهم مشاكل سلوكية على اكتساب سلوكيات مرغوب فيها والتركيز في المهام.
يمكن للمعلمين والأخصائيين وأولياء الأمور استخدام التدخلات المبنية على المثيرات القلبية للمساعدة في معرفة سبب حدوث المشكلة السلوكية، وأيضًا يمكن أن تشمل ممارسات أخرى قائمة على الأدلة مثل: تقييم السلوك الوظيفي والتعزيز والإطفاء.
كيف تبدو التدخلات المبنية على المثيرات القبلية؟
أغلب استراتيجيات التدخل مختلفة؛ لأن كل طفل يختلف عن الآخر ومن النماذج المستخدمة في هذا الصدد نموذج (ABC) “السوابق والسلوك المستهدف والنتائج”.
ينقسم مخطط ABC إلى خمسة أقسام يتضمن التاريخ والوقت والنشاط عند حدوث السلوك والسوابق أو ما حدث قبل السلوك والسلوك المستهدف أو ردة الفعل والنتائج التي حدثت بسبب السلوك.
لذا عند مناقشة السوابق أو ما حدث قبل السلوك من المهم أن يكون لديك ملاحظات وبيانات يمكنك الرجوع إليها ومعرفة سبب وجود السلوك المستهدف، يمكن أن تكون المشكلة السلوكية مزعجة، ويمكن أن تكون أيضًا مفضلة ومعرفة كيفية تكرارها يمكن أن تفيد الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD).
إن تحديد سوابق السلوك هو هدف التدخلات المبنية على المثيرات القلبية، ويمكن أن تساعد الاستراتيجيات المستخدمة في خفض السلوك الذي يتم ملاحظته أو تكراره، إن استخدام التقييم الوظيفي للسلوك هو الخطوة الأولى ويمكن أن يساعد في تحديد ما ينبغي أن تركز عليه في استراتيجيات التدخل.
ما هي الممارسات القائمة على الأدلة التي تعمل مع استراتيجيات التدخلات القائمة على المثيرات القلبية؟
هناك ثلاث ممارسات رئيسية قائمة على الأدلة تعمل بشكل جيد مع استراتيجيات ABI، وتشمل هذه الممارسات ما يلي:
- التقييم الوظيفي للسلوك: في الولايات المتحدة يتم التقييم من قبل متخصص مؤهل يقوم بمراقبة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد و/أو تقييم المشاكل الطبيعية والصعوبات النفسية ونوعية الحياة والظروف البيئية.
- التعزيز: التعزيز الإيجابي هو عندما يفضلون الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد شيئًا ما ولا يملكونه ويرغبون بالحصول عليه من خلال حدوث السلوك المستهدف.
- الإطفاء: يحدث عندما يتم استبدال السلوك الغير مرغوب فيه بالسلوك المرغوب فيه ويتم إطفاء السلوك الغير مرغوب فيه.
كم عدد الطرق التي يمكن استخدام استراتيجيات التدخل القائمة على المثيرات القبلية؟
توجد طرق مختلفة يمكن من خلالها استخدام استراتيجيات ABI الشائعة، وتعتمد هذه الطرق على من يستخدمها، وتتضمن الاستراتيجيات الأكثر شيوعًا ما يلي:
- استخدام العناصر والأنشطة التي يفضلونها الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ويهتمون بها.
- تحديث و/أو تغيير الروتين أو الجدول الزمني بناءً على احتياجات الأطفال.
- استخدام الدعم البصري والتوجيهات اللفظية عند حدوث تغيير في الأنشطة.
- عرض الخيارات وتقديمها لهم.
- تغيير المكان أو أسلوب التعليم أو البيئة بناءً على تفضيلات الأطفال.
- تقديم بيئة تتواجد فيها أنشطة وأدوات غنية بالحواس.
هذه هي النصائح والحيل التي يمكن استخدامها في المنزل أو المدرسة أو حتى في غرفة الانتظار أو المكتب، إن معرفة الأطفال وتفضيلاتهم تساعد في تشكيل البيئة المناسبة لهم وما يناسبهم بشكل أفضل.
العمل معًا
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه الأفكار في المنزل، وعادةً ما يُنصح بنقل ما تعلموه الأطفال في الجلسة العلاجية إلى المنزل للحصول على أفضل النتائج.
وتحدث الآباء مع الأخصائيين لمعرفة ما يفعلونه في المركز العلاجي و/أو المدرسة هو بداية جيدة، على سبيل المثال: إذا كانت هناك وسائل بصرية معينة يستخدمونها، أو عناصر يستخدمونها للتعليم، فيمكن للأخصائيين إخبار الآباء وقد يتمكنون من استخدام نفس الأدوات في المنزل.
كما أن العثور على نموذج ABC عبر الإنترنت سهل، في حال الآباء لاحظوا حدوث سلوكيات غير مرغوب فيها في المنزل ولا تحدث في المدرسة أو في المركز العلاجي، يمكنهم إنشاء نموذج خاص بهما ومراقبة أطفالهم.
بمجرد ملاحظة السلوكيات، يمكن للآباء التحدث إلى الأخصائيين حول ما يلاحظونه، ويمكن للأخصائيين بعد ذلك إخبار الآباء بما يفكرون فيه، ويمكنهم حتى إضافة استراتيجيات إلى خطة السلوك التي يمكن العمل عليها في المنزل وفي المركز للمساعدة في تعزيز الخطة.
أفكار للآباء في المنزل
تُعقد في العديد من المراكز اجتماعات تعليمية للآباء تساعد على تعليمهم مهارات مختلفة يمكن أن تساعد في التعامل مع أطفالهم وتطبيق ما تعلموه في المنزل أثناء تطبيق الجلسات، المهارات التي يتم تدريسها عامة تتعلق بالمخاوف التي يطرحونها الآباء على الأخصائيين للتحدث عنها.
يمكن للآباء أيضًا عقد اجتماع خاص مع فريق أخصائيين الحالات والمعلمين وأي شخص آخر يساعد في الخطة التي يتم تنفيذها لأطفالهم، في هذا الاجتماع يمكنهم التحدث ومعرفة الأدوات والأنشطة التي يمكنهم القيام بها في المنزل، وكذلك التحدث عن ما كانوا يفعلونه في المنزل والذي لاحظوه وساعد في خفض المشاكل السلوكية.
هناك أخصائيين يطلبون من الآباء الملاحظة والتسجيل عند حدوث سلوك معين وما حدث قبل ذلك، وما الذي حدث أثناء السلوك، وما هي النتائج؟ تساعد هذه البيانات في ملاحظة ومعرفة ما الذي يبحثون الأطفال عنه،
أخبرني أحد محللي السلوك المعتمدين (BCBA) ذات مرة أن السلوكيات تعمل كشكل من أشكال التواصل، وغالبًا الأطفال الذين قد لا يجدون الكلمات المناسبة للتعبير عما يحتاجون إليه أو ما يشعرون به هم من يقومون بهذه السلوكيات، وما إلى ذلك.
أحد الأشياء التي تساعد حقًا هو أن يكونون الآباء أعظاء نشطين في فريق إعداد خطة العلاج الخاصة بأطفالهم، والمشاركة أيضًا إذا كان ذلك يسمح، إن ذلك يمنح الأطفال والآباء القدرة على معرفة أنهم قد تم الإستماع إليهم وأنهم قاموا بدور نشط في جعل التدخل غير مرهق للغاية بدلًا من الشعور بالإرهاق والإهمال.
الخطوة التالية
كالعادة من المهم أن يناقش الآباء مع طبيب أطفالهم و/أو الطبيب العام عندما يواجهون مخاوف بشأن أطفالهم أو سلوكيات اطفالهم وما إلى ذلك، ومن أجل تقديم أفضل خدمة للأطفال وتقديم الفرص مع وضع مصلحتهم في الإعتبار يجب الاعتراف بهذه المخاوف ومناقشتها.
باعتبارك أحد الآباء هناك مصادر ومجموعات دعم متاحة يمكنكم التواصل مع المتخصصين والتعبير عن مخاوفكم، يجب أن يكونون الأخصائيين قادرين بعد ذلك على تقديم التقييمات لمراقبة الأطفال بشكل أكبر ومعرفة سبب حدوث السلوكيات.
بعد وضع التدخلات ووضع خطة عمل للأخصائيين والمعلمين وللآباء لتطبيقها يجب أن تظل المحادثة مستمرة داخل الفريق، بهذه الطريقة تظل مصلحة الأطفال في المقام الأول في المركز.
المرجع:
https://www.autismparentingmagazine.com/antecedent-based-interventions-behavior/