الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

تطوير تقدير الذات لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

تطوير تقدير الذات لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

تطوير تقدير الذات لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

ترجمة: أ. شروق السبيعي

ما هو تقدير الذات؟ 

تقدير الذات يشير إلى التقييم العام لشعور الأطفال بقيمتهم وأهميتهم كأفراد (بايلي، 2003). وهو يعتمد على معتقدات الأطفال حول مهاراتهم وقدراتهم وعلاقاتهم الاجتماعية (عبد الخالق، 2016). تشمل الركائز الأساسية لتقدير الذات الثقة بالنفس، مشاعر الأمان، الهوية الذاتية، الشعور بالانتماء، والشعور بالقدرة (تيري، 2022). يُعتبر تقييم الأطفال لأنفسهم مرتبطًا ارتباطًا قويًا بتصوراتهم عن هويتهم الشخصية، والمشاعر والعواطف التي ترافقها، بالإضافة إلى صحتهم النفسية.

لماذا يُعتبر تقدير الذات أمرًا مهمًا؟

أظهرت الأبحاث أن تقدير الذات يلعب دورًا كبيرًا في راحة الأطفال النفسية، ويمكن أن يؤثر على دافعيتهم وعلاقاتهم وصحتهم النفسية (أورث وروبينز، 2022). الأطفال الذين يتمتعون بالتقدير العالي للذات يختبرون المزيد من السعادة والتفاؤل والثقة بالنفس (باوميستر وآخرون، 2004).

يمكن أن يؤدي انخفاض تقدير الذات إلى شك الأطفال في قدراتهم والخيارات التي يتخذونها. كما يعدّ عاملًا خطرًا لتطوير أعراض الاكتئاب والقلق أو السلوكيات غير التعاونية (مان وآخرون، 2004). قد يعانون أيضًا من انخفاض في مستويات الثقة بالنفس ويشعرون بعدم المحبة.

إن ضمان شعور الأطفال بالحب أمر بالغ الأهمية، خاصة خلال المرحلة النمائية المبكرة لهم، حيث يساعدهم في تكوين علاقة آمنة مع والديهم، مما يؤدي إلى تعبير أفضل عن احتياجاتهم. من خلال مساعدة الأطفال على تطوير التقدير العالي للذات في عمر مبكر، يمكننا أيضًا مساعدتهم في بناء المرونة، مما يهيئهم للتعامل مع الصعوبات المستقبلية أثناء نموهم. على المدى الطويل، يعتبر التقدير العالي للذات أمرًا بالغ الأهمية لتنظيم الذات والتكيف الاجتماعي (دي-باولا وكامبل، 2002).

لماذا يُعتبر الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أكثر عرضة لانخفاض تقدير الذات؟

نظرًا لأن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من صعوبات في التواصل الاجتماعي، فإنهم يواجهون تحديات في تكوين صداقات. بالإضافة إلى الصور النمطية المرتبطة بالاضطراب، قد يواجه هؤلاء الأطفال مستويات أعلى من الرفض الاجتماعي (واكيلينغ، 2020).

قد يعاني الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من استجابات حسية عالية، مما يجعلهم أكثر تأثراً ببعض المحفزات مثل الأصوات أو الأضواء. قد تعيق هذه الاحتياجات مشاركتهم في بعض الأنشطة المدرسية، مما يجعلهم يشعرون بالعزلة.

علاوة على ذلك، يتعلم الأطفال تقييم أنفسهم من خلال المقارنة مع الآخرين (مان وآخرون، 2004). وعندما يشعر هؤلاء الأطفال أن مهاراتهم تتطور بمعدل مختلف عن أقرانهم، فإن ذلك يؤدي إلى الإحباط ويجعلهم يقيمون أدائهم على أنه ناقص.

قد يؤدي ذلك إلى شكوك في كفاءتهم والشعور بتدني قيمتهم الذاتية. كما أنهم يتلقون تعليقات من محيطهم، وهم واعون لردود فعل الوالدين أو المعلمين (هارتر وليهي، 2001). من خلال تصورات الآخرين عنهم، يبدأ الأطفال في الشعور بالسوء تجاه أنفسهم، ويكتسبون فكرة أنهم أدنى من أقرانهم. ينخفض مستوى ثقتهم بأنفسهم، مما قد يؤثر على تطور هويتهم الاجتماعية الإيجابية.

ومع أخذ هذه العوامل في الاعتبار، يصبح من الصعب عليهم الحفاظ على تقدير ذاتي عالٍ.

طرق لتحسين تقدير الذات لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

كما نعلم، يُعتبر اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات التي تتنوع أعراضها بشكل كبير عبر طيف واسع، حيث تختلف الأعراض الفردية بشكل كبير عن بعضها البعض. من المهم أن تنظروا إلى أطفالكم كأفراد فريدين لهم سمات وهوية مميزة، بدلاً من تقييدهم بالتصنيف البسيط كـ”أطفال لديهم اضطراب طيف التوحد. وعلى الرغم من أن هذه القائمة لا تغطي كل الجوانب، إليكم بعض الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها دعم نمو أطفالهم!

التركيز على نقاط القوة لديهم

عادةً ما يمتلك الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد اهتمامات ومواهب خاصة. بدلاً من التركيز على الاختلافات بين أطفالكم والأطفال الآخرين، ينبغي على الوالدين فهم نقاط القوة التي يتمتع بها أطفالهم. من خلال التذكير المستمر، سيتعلم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أن لديهم أيضًا سمات إيجابية. يمكن للوالدين أيضًا التركيز على اهتمامات أطفالهم وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة التي يستمتعون بها. فكلما تطور الأطفال في مهاراتهم ومعرفتهم باهتماماتهم، زادت ثقتهم بأنفسهم، مما يعزز بدوره تقديرهم لذواتهم.

خلق العديد من الفرص للنجاح
بدلاً من السعي لتحقيق أهداف طويلة المدى بسرعة، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على وضع أهداف قصيرة المدى. فالأهداف قصيرة المدى عادةً ما تكون أكثر قابلية للتحقيق وتقدم فرصًا أكبر للنجاح. في كل مرة يحقق فيها الأطفال هدفًا قصير المدى، يشعرون بالكفاءة والإنجاز، مما يعزز تحفيزهم للاستمرار في العمل نحو الأهداف القادمة ويدفعهم نحو هدفهم الأسمى.

توفير فرص للتفاعل الاجتماعي
قد يكون البدء بالمحادثات أمرًا مرهقًا للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، مما قد يؤدي إلى انطوائهم. يمكن للوالدين الانتباه إلى البيئات أو الظروف التي يشعر فيها أطفالهم بالراحة. يمكن استخدام هذه الظروف كبيئة آمنة لتشجيع أطفالهم على التفاعل مع الآخرين. يمكن للوالدين القيام بتمثيل أدوار أمام أطفالهم وتعريضهم لأنواع مختلفة من الشخصيات. كما يمكنهم تقديم نماذج للتفاعل، مثل تعلم كيفية المشاركة أو تبادل الأدوار أثناء اللعب. إن القدرة على التواصل مع أقرانهم وتكوين صداقات ستغرس فيهم شعورًا بالانتماء.

التعزيز الإيجابي
من الطرق الفعّالة جدًا لجعل الأطفال يشعرون بالرضا عن أنفسهم هو الثناء. الكثير من الثناء! مهما كانت المحاولة صغيرة، أو كان التحسن طفيفًا، يمكنكم الثناء عليهم كلما لاحظتم ذلك. هذا يساعد الأطفال على الشعور بالتقدير وأن جهودهم لم تذهب سدى. على سبيل المثال، عندما يتبع الأطفال التعليمات جيدًا أو يطلبون الإذن لاستعارة شيء ما. هذا أيضًا يُعطي الأطفال انطباعًا عن السلوكيات المرغوبة اجتماعيًا، ويشجع على استمرارها.

إتاحة الفرصة لاتخاذ القرارات

من خلال منح الأطفال الفرصة للاختيار، يمكنهم التحكم بشكل أكبر في حياتهم. على سبيل المثال، اختيار ما سيرتدونه أو ما سيتناولونه. هذا يُمكّنهم من إظهار مهاراتهم في أداء الأنشطة اليومية والمهام الوظيفية. إن إدراكهم لقدرتهم على إنجاز مهام بمفردهم يعزز استقلالهم ويُنمّي ثقتهم بأنفسهم.

المرجع: 

Improving Self-Esteem of Children with Autism

 https://www.healisautism.com/post/improving-self-esteem-children-autism