
متلازمة داون و اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. شروق السبيعي
كشف العلاقة بين متلازمة داون واضطراب طيف التوحد، واستكشاف التعقيدات والاختلافات بين هاتين الحالتين.
فهم متلازمة داون و اضطراب طيف التوحد
عند دراسة العلاقة بين متلازمة داون واضطراب طيف التوحد، من الضروري الحصول على فهم عميق للتشخيص المزدوج وفهم السمات المميزة لهذه الحالات.
إدراك جوانب التشخيص المزدوج
تشير الأبحاث من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) إلى أن حوالي 16% من الأفراد المشخصين بمتلازمة داون لديهم تشخيص مزدوج مع اضطراب طيف التوحد (ASD). وبالمثل، يُقدّر أن حوالي 20% من الأفراد المشخصين بمتلازمة داون هم أيضًا مشخصين باضطراب طيف التوحد، رغم أن هاتين الحالتين لا تتعارضان مع بعضهما البعض.
من المهم أن نلاحظ أنه عندما يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد عند الأفراد المشخصين بمتلازمة داون، قد يتم ملاحظة أعراض اضطراب طيف التوحد، مثل الصعوبات الاجتماعية والسلوكية، صعوبات في التواصل، واهتمامات محدودة، بالإضافة إلى أعراض متلازمة داون، مثل الإعاقة الذهنية وتأخر في الكلام واللغة.
الأعراض المميزة
غالبًا ما يظهر لدى الأفراد المشخصين بتشخيص مزدوج لمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد أعراض تختلف عن تلك التي تظهر لدى الأفراد المشخصين بمتلازمة داون فقط. وفقًا لدراسة نُشرت في المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (NCBI)، أظهرت النتائج أن الأفراد الذين تم تشخيصهم بكل من متلازمة داون واضطراب طيف التوحد (DS+ASD) كانوا أكثر احتمالاً أن يكونوا من الذكور، كما أنهم كانوا يعانون من مجموعة أكبر من الحالات الطبية مقارنةً بالأفراد المشخصين بمتلازمة داون فقط. تتضمن هذه الحالات الإمساك، الارتجاع الحمضي المعدي، مشاكل السلوك المتعلقة بالتغذية، التشنجات الطفولية، والجنف.
علاوة على ذلك، قد يؤدي التداخل بين تشخيص اضطراب طيف التوحد ومتلازمة داون إلى تحديات إضافية في التفاعلات الاجتماعية، والتواصل، والحساسية الحسية. وقد تكون هذه التحديات أكثر وضوحًا مقارنةً بالأفراد المشخصين بمتلازمة داون فقط. لذا، من المهم أخذ هذه الأعراض المميزة في الاعتبار عند تقديم الدعم والتدخلات للأفراد الذين تم تشخيصهم بالتشخيص المزدوج.
من خلال فهم التشخيص المزدوج والأعراض المميزة لمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد، يمكننا تحقيق فهم أعمق للتعقيدات التي يواجهها الأفراد المشخصين بكلتا الحالتين. تساهم هذه المعرفة في التشخيص والتقييم الدقيق، وتساعد في وضع استراتيجيات علاجية ودعماً مخصصاً يتناسب مع الاحتياجات الخاصة للأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد.
الانتشار والتأثير
يُعتبر فهم انتشار وتأثير التشخيص المزدوج لمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد أمرًا بالغ الأهمية لتقديم الرعاية والدعم الشامل. في هذا القسم، سنستعرض الإحصائيات ونتائج الأبحاث المتعلقة بهذا التداخل، بالإضافة إلى الحالات الطبية والتحديات التي قد يواجهها الأفراد.
الإحصائيات ونتائج الأبحاث
تشير أبحاث المعاهد الوطنية للصحة إلى أن حوالي 16% من الأفراد المشخصين بمتلازمة داون تم تشخيصهم أيضًا بالتشخيص المزدوج باضطراب طيف التوحد. وتجدر الإشارة إلى أنه رغم أن حوالي 20% من الأفراد المشخصين بمتلازمة داون يتم تشخيصهم أيضًا باضطراب طيف التوحد، إلا أن الحالتين لا تتناقضان. يُمثل التداخل بين متلازمة داون واضطراب طيف التوحد مجموعة فريدة من الخصائص والتحديات التي تتطلب اهتمامًا ورعاية متخصصة.
تُعد متلازمة داون حاليًا أكثر الاضطرابات الوراثية انتشارًا في الولايات المتحدة، حيث يتم تشخيص حوالي طفل واحد من كل 700 مولود جديد. عند دراسة انتشار اضطراب طيف التوحد بين الأفراد المشخصين بمتلازمة داون، أظهرت الدراسات تفاوتًا في المعدلات. ففي دراسة شملت 562 فردًا مشخص بمتلازمة داون، كان 13% منهم مشخص بالتشخيص المشترك لاضطراب طيف التوحد (DS+ASD)، بينما أظهرت الدراسات أن 39% من الأفراد المشخصين بمتلازمة داون يظهرون سمات تتوافق مع اضطراب طيف التوحد.
الحالات الطبية والتحديات
قد يواجه الأفراد المشخصون بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد تحديات وحالات طبية إضافية مقارنةً بالأفراد المشخصين بمتلازمة داون فقط. أظهرت الأبحاث أن الأفراد الذين تم تشخيصهم بكلتا الحالتينهم أكثر احتمالًا أن يكونوا من الذكور، ولديهم احتمالية أكبر للإصابة بحالات طبية مثل الإمساك، والارتجاع الحمضي المعدي، ومشاكل السلوك المتعلقة بالتغذية، والتشنجات الطفولية، والجنف، مقارنةً بالأفراد المشخصين بمتلازمة داون فقط.
يمكن أن تؤثر هذه الحالات الطبية بشكل معقد على صحة الأفراد الذين تم تشخيصهم بالتشخيص المزدوج ونموهم العام. لذا من الضروري أن يتعامل أخصائيو الرعاية الصحية ومقدمو الرعاية مع هذه التحديات الطبية بشكل شامل، مع مراعاة الاحتياجات والسمات الخاصة بكل فرد.
إن فهم انتشار وتأثير التشخيص المزدوج لمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد يساهم في اتخاذ قرارات أكثر استنارة، ووضع تدخلات مُصممة خصيصًا لدعم الأفراد الذين تم تشخيصهم بهذه الحالات المصاحبة. ومن خلال إدراك الحالات الطبية والتحديات المرتبطة بهذا التشخيص المزدوج، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تقديم الرعاية والدعم المناسبين لتحسين جودة حياة الأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد.
التشخيص والتقييم
عند التعامل مع التشخيص المزدوج لمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد، يُعتبر التشخيص والتقييم الدقيقين أمرين بالغين الأهمية لضمان تقديم الدعم والتدخلات المناسبة. في هذا القسم، سنستعرض عملية تحديد هذه التشخيصات المزدوجة والإجراءات الرسمية المتبعة في التقييم.
تحديد التشخيصات المزدوجة
تشير أبحاث المعاهد الوطنية للصحة إلى أن حوالي 16% من الأفراد المشخصين بمتلازمة داون تم تشخيصهم أيضًا باضطراب طيف التوحد. من المهم أن ندرك أنه رغم وجود التداخل بين متلازمة داون واضطراب طيف التوحد، إلا أنهما حالتان منفصلتان لكل منهما خصائصه الفريدة.
قد يكون تشخيص وجود متلازمة داون واضطراب طيف التوحد أمرًا صعبًا نظرًا لتداخل السمات والتعقيدات المرتبطة بهما. يلعب المتخصصون، مثل أطباء الأطفال وأطباء الأطفال المتخصصين في النمو والأخصائيين النفسيين، دورًا محوريًا في عملية التشخيص. فهم يقيمون بدقة مراحل نمو الأفراد وأنماط سلوكهم وتفاعلاتهم الاجتماعية لتحديد ما إذا كان كلا الحالتين موجودتين.
عملية التقييم الرسمية
تتضمن عملية التقييم الرسمي للتشخيص المزدوج لمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد تقييمًا شاملاً يُجريه فريق متعدد التخصصات. يتكون هذا الفريق عادةً من متخصصين في مجالات متنوعة، مثل الأخصائيين النفسيين، وأخصائيي النطق، وأخصائيي العلاج الوظيفي، والمتخصصين الطبيين.
قد تتضمن عملية التقييم المكونات التالية:
- التاريخ النمائي: جمع المعلومات حول النقاط النمائية المبكرة للأفراد، والتاريخ الطبي، والتاريخ العائلي.
- الملاحظات السلوكية: مراقبة سلوك الأفراد وتفاعلاتهم الاجتماعية ومهارات التواصل في مختلف المواقف.
- أدوات التقييم الموحدة: استخدام أدوات التقييم الموحدة المصممة خصيصًا لتقييم اضطراب طيف التوحد والقدرات الإدراكية.
- التعاون مع الوالدين/مقدمي الرعاية: إشراك الوالدين أو مقدمي الرعاية في عملية التقييم من خلال جمع ملاحظاتهم ومدخلاتهم بشأن سلوك الأفراد وتطورهم.
من خلال إجراء تقييم شامل، يمكن للمتخصصين تحديد ما إذا كانوا الأفراد مشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد معًا. تُعد هذه المعلومات أساسية لتطوير استراتيجيات تدخل وخطط دعم مخصصة تُعالج الاحتياجات والتحديات الفردية المرتبطة بالتشخيص المزدوج.
تجدر الإشارة إلى أن الأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد غالبًا ما يعانون من معدلات أعلى من الحالات الطبية المصاحبة، مثل الإمساك، والارتجاع الحمضي المعدي، ومشاكل السلوك المتعلقة بالتغذية، والتشنجات الطفولية، والجنف. لذلك، يجب أن تتضمن التقييمات الشاملة أيضًا تقييمات لهذه الحالات الطبية لضمان تقديم رعاية ودعم شاملين.
تتطلب عملية تشخيص وتقييم التشخيص المزدوج لمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد خبرةً وتعاونًا وفهمًا شاملًا لكلتا الحالتين. ومن خلال التحديد والتقييم المناسبين، يمكن للأفراد الحصول على الدعم والتدخلات اللازمة المصممة خصيصًا لاحتياجاتهم الخاصة.
الجوانب السلوكية والاجتماعية
يُعد فهم الجوانب السلوكية والاجتماعية للأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد أمرًا أساسيًا لتقديم الدعم والتدخلات المناسبة. ورغم وجود سمات متداخلة، من المهم إدراك التحديات الفردية ونقاط القوة المرتبطة بكل حالة.
التفاعلات الاجتماعية والتواصل
قد يواجه الأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل. عادةً ما يكونون الأفراد المشخصين بمتلازمة داون ودودين ومنفتحين، لكنهم قد يواجهون صعوبات في بعض المهارات الاجتماعية، مثل التواصل البصري، وفهم الإشارات الاجتماعية، والتفاعل مع الآخرين. من ناحية أخرى، غالبًا ما يواجهون الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد صعوبات في التفاعل الاجتماعي، مثل صعوبة بدء المحادثات والاستمرار فيها، وفهم الإشارات غير اللفظية، والتعرف على المعايير الاجتماعية.
تختلف أيضًا القدرات اللغوية لدى الأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد. قد يُظهر الأفراد المشخصين فقط بمتلازمة داون بعض التأخر اللغوي، لكنهم يستخدمون الإيماءات بفعالية، ولديهم مجموعة متنوعة من تعابير الوجه، ويلعبون جيدًا مع الآخرين. ومع ذلك، قد يُعاني الأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد من تأخر لغوي أكثر وضوحًا، وخاصةً في الاستخدام الاجتماعي للغة، واستخدام محدود للإيماءات وتعابير الوجه ومهارات اللعب.
الحساسيات والسلوكيات الحسية
تُعدّ الحساسيات والسلوكيات الحسية شائعة في كلٍّ من متلازمة داون واضطراب طيف التوحد. قد يكون لدى الأفراد المشخصين بمتلازمة داون تفضيلات أو حساسيات حسية، مثل تفضيل ملمس معين أو النفور من الأصوات العالية. وبالمثل، غالبًا ما يعاني الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد من حساسيات حسية، قد يكون لديهم استجابة عالية أو محدودة تجاه محفزات مثل اللمس أو الصوت أو الضوء.
يمكن أن تظهر السلوكيات المرتبطة بكلتا الحالتين بشكل مختلف. قد يظهر الأفراد المشخصين بمتلازمة داون سلوكيات تتعلق باختلافاتهم الإدراكية والجسدية، مثل الحركات المتكررة أو التحفيز الذاتي. أما بالنسبة للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد، فقد تشمل السلوكيات المتكررة، الاهتمامات المحدودة، وصعوبات في التكيف مع التغييرات أو التغييرات في الروتين.
يتطلب فهم هذه الجوانب السلوكية والاجتماعية ومعالجتها استراتيجيات وتدخلات مخصصة. يمكن أن تكون التدخلات السلوكية فعّالة في تحسين التفاعل الاجتماعي، ومهارات التواصل، وإدارة الحساسيات الحسية للأفراد المشخصين بكلتا الحالتين. يمكن أن تشمل هذه التدخلات العلاج بالنطق واللغة، وتدريب المهارات الاجتماعية، واستراتيجيات التكامل الحسي. من الضروري التعاون بشكل وثيق مع المتخصصين ذوي الخبرة في كلا الحالتين لوضع خطة مخصصة تلبي الاحتياجات الفردية لكل فرد.
العلاج والدعم
عند تقديم العلاج والدعم للأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد، من الضروري أخذ مجموعة من التدخلات العلاجية والعلاجات المتخصصة في الاعتبار. فهذه التدخلات قادرة على تلبية الاحتياجات والصعوبات الفردية المرتبطة بكلتا الحالتين. ومن أبرز النهجين الذين ثبتت فعاليتهما هما التدخلات العلاجية وعلاج النطق واللغة
التدخلات العلاجية
تشمل التدخلات العلاجية مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين الصحة العامة وجودة الحياة للأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد. ويمكن أن تشمل هذه التدخلات العلاج الوظيفي، والعلاج الطبيعي، والتدخلات السلوكية.
يركز العلاج الوظيفي على تطوير المهارات اللازمة للحياة اليومية وتعزيز استقلالية الأفراد. وقد يشمل أنشطة تطور المهارات الحركية الدقيقة، والتكامل الحسي، والعناية الذاتية، والتفاعل الاجتماعي. أما العلاج الطبيعي، فيهدف إلى تطوير المهارات الحركية الكبرى، والتنسيق، والقوة، والتوازن.
يمكن للتدخلات السلوكية، مثل تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، أن تكون فعّالة بشكل خاص في معالجة السلوكيات الصعبة وتعزيز التغييرات الإيجابية. يركز تحليل السلوك التطبيقي على تغيير السلوك من خلال استراتيجات التعزيز والتدخلات المنظمة.
تستند التدخلات العلاجية الموصى بها لكل الأفراد إلى احتياجاتهم الخاصة، ونقاط قوتهم، والتحديات التي يواجهونها. من الضروري التعاون مع فرق متعددة التخصصات من المتخصصين لوضع خطط علاجية شاملة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الأفراد.
علاج النطق واللغة
يلعب علاج النطق واللغة دورًا حاسمًا في دعم الأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد على تطوير مهاراتهم التواصلية. وقد تسبب كل من الحالتين صعوبات في التواصل التعبيري والاستقبالي، والتفاعلات الاجتماعية، ومهارات اللغة.
قد يعاني الأفراد المشخصين فقط بمتلازمة داون من تأخر لغوي، لكنهم غالبًا ما يستخدمون الإيماءات بفعالية، ويظهرون مجموعة متنوعة من تعابير الوجه، ويتفاعلون جيدًا مع الآخرين. مع ذلك، قد يعاني الأفراد المشخصين بمتلازمة داون مع اضطراب طيف التوحد (DS-ASD) من تأخر لغوي أكثر وضوحًا، لا سيما في استخدام اللغة في السياقات الاجتماعية. كما قد يكون لديهم استخدام محدود للإيماءات وتعابير الوجه ومهارات اللعب.
يركز علاج النطق واللغة للأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد على تحسين مهارات التواصل، مثل نطق الكلام، وتطوير المفردات، وبناء الجمل، والتواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مهارات اللغة البراغماتية. قد يستخدم الأخصائيون مجموعة من الاستراتيجيات مثل الدعم البصري، وأجهزة التواصل المعزز والبديل (AAC)، وتدريب المهارات الاجتماعية، لتعزيز هذه المهارات.
من خلال التدخلات العلاجية مثل علاج النطق واللغة، يمكن للأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد تعلم أساليب تواصل فعّالة، مما يساعدهم على تحسين تفاعلاتهم الاجتماعية وتعزيز جودة حياتهم بشكل عام.
من المهم تذكّر أن العلاج والدعم يجب أن يكونا مخصصين لكل فرد، مع مراعاة احتياجاته الخاصة ونقاط قوته وتحدياته. ويمكن أن يساعد النهج الشامل، الذي يشمل التدخلات العلاجية وعلاج النطق واللغة، الأفراد المشخصين بمتلازمة داون واضطراب طيف التوحد على تحقيق كامل إمكاناتهم وعيش حياة مُرضية.
الاختلافات الفردية والتعقيد
اضطراب طيف التوحد ومتلازمة داون حالتان مختلفتان، لكل منهما خصائص واختلافات خاصة. فهم الاختلافات الفردية في هذه الحالات أمر بالغ الأهمية لتقديم دعم وتدخلات مُصممة خصيصًا لكل حالة.
الاختلافات الإدراكية والجسدية
عند مقارنة الفروقات الإدراكية والجسدية بين اضطراب طيف التوحد ومتلازمة داون، تتضح اختلافات جوهرية. غالبًا ما يُظهر الأفراد المشخصين بمتلازمة داون سمات جسدية مميزة، مثل تسطح الوجه، وصغر العينين، وصغر الأنف. قد تختلف هذه السمات الجسدية بين الأفراد.
من حيث القدرات الإدراكية، يعاني الأفراد المشخصين بمتلازمة داون عادةً من ضعف إدراكي خفيف إلى متوسط وإعاقات ذهنية. قد يواجهون تحديات في حل المشكلات، والتفكير المجرد، والتذكر والانتباه، وتطور اللغة (علم أمراض النطق المتصل). من ناحية أخرى، لا يرتبط اضطراب طيف التوحد دائمًا بالإعاقات الذهنية، ويمكن أن يتمتع الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد بمجموعة واسعة من المهارات الإدراكية.
التحديات الناتجة عن وجود حالتين معًا
على الرغم من أن اضطراب طيف التوحد ومتلازمة داون يعتبران حالتين منفصلتين، إلا أنهما قد يتواجدان معًا لدى بعض الأفراد، مما يعكس الصعوبة والتعقيد المرتبط بالاضطرابات النمائية العصبية. وفقًا للابتكارات السلوكية، قد يواجه الأفراد الذين تم تشخيصهم بكلتا الحالتين تحديات خاصة تتطلب دعمًا وتدخلات متخصصة لمعالجة السمات والاحتياجات المتداخلة.
يعد فهم الاختلافات والتعقيدات الفردية في اضطراب طيف التوحد ومتلازمة داون أمرًا حيويًا لتقديم الرعاية والدعم المناسبين. من خلال التعرف على الخصائص والاحتياجات المتنوعة للأفراد المشخصين بهذه الحالات، يمكننا خلق بيئة أكثر شمولًا ودعمًا للجميع.
المرجع:
https://www.brighterstridesaba.com/blog/is-down-syndrome-autism