
مراحل التعلم لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أشواق العنزي
إن عملية التعلم هي عملية مستمرة ومتكاملة تحدث عندما يتفاعل الطفل مع المعلومات الجديدة و يستوعبها ويضعها في سياق ذهني. ولكي يتم تحقيق عملية التعلم بشكل فعال، يجب أن يمر الطفل بأربعة أطوار رئيسية وهي:
- الاكتساب
- الطلاقة
- المحافظة
- التعميم
هذه الأطوار تعد أساسية لتحقيق فهم عميق واستخدام المعلومات بشكل صحيح في المواقف المختلفة. كما أن أحد المفاهيم الأساسية في مجال تحليل السلوك التطبيقي وإطار التدخلات والدعم للسلوك الإيجابي هي أساس مراحل التعلم، وهدف التعليم والتدريب هو مساعدة الأطفال على التقدم عبر الأطوار لتعزيز تعميم المهارات، الأولى من هذه الأطوار هي مرحلة الاكتساب Acquisition في هذه المرحلة، يتعرف الطفل على المفاهيم والمعلومات الجديدة ويحاول فهمها واستيعابها.
يكون الطفل في هذه المرحلة المعلومة وهو يتلقاها من الخارج، سواء من خلال المدرسة أو الكتب أو الوسائط المتعددة. ولكي يتم بناء فهم صحيح، يجب أن يكون الفرد مستعداً للاستماع والقراءة والرصد بحرص.
ثم يأتي دور المرحلة الثانية وهي مرحلة الطلاقة Fluency في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في تطبيق المعلومات التي تعلمها في الحياة العملية. حتى يصبح الطفل قادرًا على استخدام المعلومات بشكل مهاري واستخلاص الفوائد منها في مواقف ومشاكل محددة. على سبيل المثال، بعد أن يتعلم الطفل قواعد اللغة يستطيع استخدامها للتحدث بطريقة صحيحة وواضحة أو بعد أن يتعلم طرق حل المسائل الرياضية يستطيع حل المعادلات بسهولة.
ثم يأتي دور المرحلة الثالثة وهي المحافظة Maintenance في هذه المرحلة، يقوم الطفل بتعزيز المفاهيم والمعلومات التي تم اكتسابها في المرحلة الأولى والثانية. يقوم الطفل بالممارسة المستمرة والتكرار في استخدام المعلومات وتطبيقها. فالتمرين المستمر يساهم في تأكيد المعلومات وتثبيتها في ذاكرة الطفل.
أخيرًا، ينتقل الطفل إلى المرحلة الرابعة وهي مرحلة التعميم Generalization. في هذه المرحلة، يكون الطفل قادرًا على استخدام المعلومات التي تم اكتسابها في سياقات ومواقف مختلفة. يعني ذلك أن يكون قادرًا على استخدام المفهوم أو المعلومة في حالات جديدة وغير مألوفة. يكون الطفل في هذه المرحلة قادرًا على التعامل مع التحديات المختلفة والبناء على أساسها لاكتساب المزيد من الخبرة والتعلم.
باختصار، يمكننا القول أن أربعة أطوار التعلم المذكورة (الاكتساب، الطلاقة، المحافظة، التعميم) تمثل مراحل أساسية في عملية التعلم. وعندما يتمكن الطفل من تجاوز كل هذه المراحل بنجاح، فإنه يكتسب فهمًا عميقًا ويكون قادرًا على استخدام المعلومات بشكل فعال ومعتمد في حياته.
كيف يتعلم الطفل ذو اضطراب طيف التوحد؟
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي وعلى السلوك عند الأطفال المشخصين به. وبالنظر إلى أن التعلم هو جزء أساسي من نمو الأطفال، فإنه يمكن أن يكون تحديًا للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد. إن الطفل ذو النمو الاعتيادي يمر بمراحل التعلم بشكل تلقائي وطبيعي وفي الغالب لا تكون هناك حاجة للتدخل والتأكد من سيرها في شكل صحيح، وليس هناك حاجة إلى التدريب والتكرار بشكل مكثف على المهارة التي تم تعليمها للطفل.
بينما العكس عند تدريب أو تعليم الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد، فقد يواجه الأهل أو المختص صعوبة تعميم المهارة عند الطفل (القدرة على عمل المهارة في أكثر من مكان أو نموذج أو مع أشخاص مختلفين). أو قد يفقد المهارة التي تم تعليمها للطفل في السابق، أو أنه قد يقوم بعمل المهارة بشكل صحيح وتام.
قد يغفل العديد من المختصين أو الأسر أن الطفل عند تعلمه يمر بمراحل أو أطوار للتعلم تمكنه من الأداء أو التعلم بفعالية أعلى، إذا لا بد من الوعي بتلك المراحل ومعرفتها للتأكيد عليها عند التدريب والتحقق أن عملية التعليم أو التدريب تمت بطريقة صحيحة ولإجراء التقويم الصحيح على اكتساب الطفل للمهارة أو الهدف المراد تعليمه إياه. وبالرغم من أن التعلم يعتبر تحدي للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، إلا أنه يمكن تعزيز عملية التعلم أيضًا من خلال توفير البيئة المناسبة والحصول على الدعم المناسب من الأهل والمدرسة والمهنيين المتخصصين. بفهم أطوار التعلم لديهم وتحفيزهم من خلال الطرق المناسبة، وتقديم فرص التعلم الفعالة لتحقيق التقدم والتطور المستدام للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
المرجع:
سايمونسن،مايرز(2019).إطار التدخلات والدعم للسلوك الإيجابي على مستوى الصف.(دار الكتاب التربوي،مترجم).المملكة العربية السعودية.دار الكتاب التربوي للنشر والتوزيع.(نشر العمل الأصلي عام 2015)
Simonsen, B., & Myers, D. (2015). Classwide positive behavior interventions and supports: A guide to proactive classroom management. The Guilford Press.