
تحسين التواصل: استراتيجيات مثبتة للطفل غير الناطق من ذوي اضطراب طيف التوحد
ترجمة: أ. رزان بن دهر
مساعدة طفل غير ناطق ذو اضطراب طيف التوحد في العثور على صوته هي رحلة مليئة بالتحديات والنجاحات، قد لا يكون التواصل اللفظي سهلاً لكن هناك العديد من الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن أن تساعد طفلك على التعبير عن احتياجاته ومشاعره وأفكاره بطرق ذات معنى، سواء كان ذلك من خلال الإيماءات أو الوسائل البصرية أو التكنولوجيا، فإن كل خطوة صغيرة في التواصل تقرّب طفلك من الارتباط بالآخرين والاستقلالية.
في هذه المقالة سنتعرف على استراتيجيات تواصل عملية قائمة على الأدلة، مصممة خصيصًا للطفل الغير ناطق ذو اضطراب طيف التوحد، ويمكن تطبيق هذه الاستراتيجيات في المنزل، مما يحوّل الأنشطة اليومية إلى فرص للنمو والتعبير.
فهم الطفل الغير ناطق ذو اضطراب طيف التوحد
ماذا يعني أن يكون الطفل غير ناطق؟
أن يكون الطفل غير ناطق لا يعني أنه صامت فالكثير من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يتواصلون بوسائل بديلة مثل الإيماءات، ولغة الجسد، أو حتى التكنولوجيا، إدراك هذه الطرق وتقديرها هو الخطوة الأولى لمساعدة طفلك على التواصل مع العالم من حوله.
أهمية تنمية مهارات التواصل
عندما يتمكن الطفل من التعبير عن احتياجاته، يقلّ الشعور بالإحباط لديه وأيضًا لدى والديه، ويساعد التواصل الفعّال على بناء الثقة وتعزيز العلاقات العميقة، ومن خلال استخدام الاستراتيجيات المناسبة يمكن لطفلك تطوير أسلوبه الفريد في التعبير عن نفسه.
دور وسائل الدعم في التواصل
الوسائل البصرية
توفر الوسائل البصرية، مثل: أنظمة تبادل الصور للتواصل (PECS) أو اللوحات البصرية طريقة ملموسة للطفل للتعبير عن أفكاره، على سبيل المثال: يمكن باستخدام بطاقة بسيطة مكتوب عليها (أريد) مع صور للعناصر الشائعة أن تساعد طفلك على التعبير عن احتياجاته الأساسية مثل الطعام أو الألعاب أو الأنشطة.
أدوات التواصل المعزز والبديل (AAC)
تُمكّن أجهزة AAC، مثل التطبيقات كـ LAMP Words For Life، الطفل من التحدث عن طريق اختيار الأيقونات أو كتابة الكلمات، مثل هذه الأدوات يمكن أن تكون نقطة تحول للطفل غير الناطق، ولتشجيع استخدامها ينبغي على الوالدين تقديم نموذج لاستخدامها خلال الروتين اليومي، مثل: النقر على زر (أكل) قبل وجبات الطعام.
استراتيجيات تواصل مبنية على الأدلة
خلق فرص للتواصل
قم بدمج لحظات في الروتين اليومي تتطلب من طفلك التواصل للحصول على ما يريد، على سبيل المثال: أثناء وقت تناول الوجبات الخفيفة ارفع خيارين وانتظر حتى يُشير الطفل إلى الشيء الذي يريده سواء بالإشارة، أو النظر، أو حتى إصدار صوت.
تعزيز كل محاولة
التعزيز الإيجابي يعد أمر أساسي، فكلما حاول طفلك التواصل استجب بحماس وكافئ جهده على الفور، على سبيل المثال: إذا أشار إلى لعبته المفضلة قل: (نعم، سيارة! إليك سيارتك!) بينما تقدم له السيارة على الفور.
التركيز على الدافعية
من المرجح أن يتواصل طفلك عندما تكون الأشياء أو الأنشطة مثيرة أو ذات معنى بالنسبة له، من الأفضل أن تستخدم الأنشطة أو الأشياء المفضلة لديه كحوافز، على سبيل المثال: توقف أثناء الانخراط في نشاط مفضل، مثل: نفخ الفقاعات وانتظر حتى يُشير إلى رغبته في أن يستمر النشاط.
التدريب على التواصل من خلال اللعب
تحويل اللعب إلى فرص تعلم
يعد وقت اللعب الفرصة المثالية لممارسة التواصل، حاول أن تدمج فرص للتعليم من خلال الخيارات، والطلبات، والتوقف أثناء الأنشطة، على سبيل المثال: أثناء اللعب بالمكعبات قدم قطعتين مختلفتين واطرح السؤال: هل تريد الأحمر أم الأزرق؟
التقليد والتوسع
تقليد أفعال أو أصوات طفلك يظهر له أن محاولاته في التواصل ذات قيمة، قم بالتوسع على أفعاله من خلال تقديم أفكار جديدة، على سبيل المثال: إذا قام بدحرجة كرة يمكنك أن تقول: (دحرج! دحرج الكرة!) وتشجيعه على تكرار الكلمة.
نصائح للوالدين عند تطبيق الاستراتيجيات
ابدأ بخطوات صغيرة
ركز على استراتيجية أو اثنتين فقط في المرة الواحدة لتتجنب أن تشعر أنت أو طفلك بالإرهاق، على سبيل المثال: ابدأ بتعزيز محاولاته في التواصل قبل أن تقوم بإدخال الوسائل البصرية.
كن مستمرًا
الطفل يحتاج إلى الروتين والاستمرارية ليتعلم، تعاون مع فريق علاج طفلك أو معلميه لضمان استخدام نفس طرق التواصل في المنزل والمدرسة.
احتفل بالتقدم
قد يبدأ التقدم بخطوات صغيرة ولكن كل خطوة لها أهمية، احتفظ بمفكرة أو استخدم ورقة لتتبع التقدم وتسجيل اللحظات المهمة، مثل: المرة الأولى التي أشار فيها طفلك إلى صورة لطلب شيء ما.
متى يجب عليك طلب المساعدة من المختصين
التعاون مع مختص في تحليل السلوك التطبيقي أو أخصائي النطق والتخاطب
يمكن للمختصين مثل أخصائي تحليل السلوك التطبيقي (BCBA) وأخصائي النطق والتخاطب القيام بتعليم مهارات التواصل بشكل مصمم خصيصًا لاحتياجات طفلك الفريدة، ويمكنهم إرشادك في تطبيق الاستراتيجيات بشكل فعال في المنزل.
علامات تنبهك باحتياجك إلى دعم إضافي
إذا أصبح طفلك أكثر إحباطًا، ولم يظهر أي تقدم في محاولات التواصل، أو إذا كنت غير متأكد من أين تبدأ، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة من المختصين، فالتدخل المبكر يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا.
من خلال دمج هذه الاستراتيجيات في روتينك اليومي، يمكنك تمكين طفلك من التعبير عن نفسه بطريقة فريدة خاصة به.
المرجع
https://www.behaviorplace.com/blog/communicationstrategies