الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

تعليم العمل الجماعي للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد

تعليم العمل الجماعي للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد

تعليم العمل الجماعي للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد

ترجمة: أ. رزان بن دهر

يُعدّ العمل الجماعي مهارةً مهمة يجب تطويرها، حيث أنها ضرورية في جميع مراحل الحياة، بدءًا من التعاون مع الآخرين في المدرسة ووصولًا إلى العمل المشترك مع الزملاء في بيئة العمل.

تعلم العمل الجماعي يمكن أن يساعد في تطوير وتعزيز مهارات مهمة، مثل تقسيم المهام المعقدة إلى خطوات أبسط، وإدارة الوقت، وتحسين الفهم من خلال النقاشات، جميع هذه المهارات ضرورية في حل المشكلات وتعتبر أساسية في الحياة.

ومع ذلك، يُعدّ العجز في التواصل الاجتماعي من السمات المميزة لاضطراب طيف التوحد (ASD)، لذلك قد يفتقر بعض الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد إلى المهارات الاجتماعية اللازمة للعمل في مجموعة، مما يجعل ذلك تحديًا بالنسبة لهم (Chamberlain et al., 2007)، سنناقش في هذه المقالة الطرق التي يمكن من خلالها تعليم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد كيفية العمل الجماعي، وكيف يمكن جعل العمل الجماعي أكثر سهولة وإتاحة لهم.

أولًا، من المهم الإشارة إلى أن العمل التحضيري يعطي القدرة على توقع كيفية سير خطة العمل ويقدم إحساسًا بالتوجيه، فقد يشعر الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد بالإرهاق عند تكليفهم بالعمل الجماعي نظرًا لعدم وجود خطة واضحة، لذلك فإن مساعدتهم أثناء مرحلة تكوين المجموعة والتحضير للعمل الجماعي يمكن أن يساعد في إنشاء خطة تجعلهم يشعرون بمزيد من الراحة.

اختيار المجموعة أو تخصيصها

جزء مهم من العمل الجماعي هو اختيار المجموعة أو تخصيصها، و قد يكون تخصيص المجموعة خيارًا أفضل من اختيارها فمن المحتمل أن يجد الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعامل مع طبيعة التفاعلات الاجتماعية المتعددة والمطلوبة لاختيار الشركاء أو أعضاء المجموعة، وهو أمر يتطلب مستوى عالٍ من مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي التي قد يواجه الأفراد ذوي التنوع العصبي صعوبة فيها (Scott, 2019).

تخصيص الأدوار داخل المجموعة  

إحدى الطرق التي يمكن من خلالها تعليم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد كيفية العمل الجماعي هي مساعدتهم وتوجيههم أثناء تخصيص الأدوار داخل المجموعة، ويمكن أن يساعد شرح دورهم في المجموعة على فهم مسؤولياتهم بشكل أوضح. كما يمكن تعليمهم كيفية تحديد الأدوار الأساسية في المجموعة ومناقشتها مع أعضاء المجموعة لتوزيع المهام بينهم (Scott, 2019).  

هذه مهارة يمكن إكتسابها من خلال توجيهات واضحة، وهي مهارة قابلة للتعميم على مواقف العمل الجماعي المستقبلية. فعندما يكون الأفراد على دراية بدورهم وما هو متوقع منهم، يصبحون أكثر قدرة على التفاعل بشكل أفضل، وقد أظهرت الأبحاث أن القبول الاجتماعي يحدث بشكل أكبر عندما يتم تعليم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد بوضوح حول ماهية القواعد الاجتماعية، ومن ثم ممارسة السلوكيات المقبولة اجتماعيًا.

تحديد نقاط القوة الأساسية  

ثانيًا يمكن تعليمهم كيفية تحديد نقاط قوتهم الأساسية حتى يتمكنوا من استخدامها بفعالية في بيئات العمل الجماعي المختلفة، عند تمكنهم من القيام بذلك سيساعدهم على فهم دورهم بشكل أوضح ومعرفة كيف يمكنهم المساهمة بفعالية في المجموعة، كما أنهم سيتعلمون كيفية تطبيق هذه المهارة في المستقبل عند الحاجة إلى العمل ضمن مجموعة مرة أخرى.

البروتوكولات المنظمة لهيكلة العمل الجماعي

من المهم أيضًا تذكيرهم بأنه لا يوجد نموذج واحد ثابت لهيكلة العمل الجماعي، ولكن يمكنهم هيكلة المشروع بطريقة تجعل الأمر أقل إجهادًا عليهم. لقد أظهرت الأبحاث أن استخدام البروتوكولات المنظمة التي توجه محاولات التواصل (من خلال المهام الواضحة) أثناء العمل الجماعي الأكاديمي التعاوني يزيد من محاولات التفاعل الإجمالية والتفاعلات المتبادلة (Scott, 2019).

يمكن تطبيق هذه البروتوكولات المنظمة لتعليم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد كيفية العمل ضمن بيئة جماعية والتعاون مع أعضاء الفريق لتبادل الأفكار والمشاركة في النقاشات، كما أن المجموعات المنظمة تساعد الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد على توقع كيفية العمل داخل الفريق والتواصل مع أعضاءه.

توجيهات واضحة بشأن معايير العمل الجماعي  

يجب أن تكون التوجيهات واضحة حول معايير العمل الجماعي وتوقعاته ومخصصة للأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد (Scott, 2019)، حتى يتمكنوا من تعلم كيفية تطوير المهارات الاجتماعية، مثل العمل الجماعي التعاوني في جميع البيئات.

التسهيلات في العمل الجماعي  

لضمان بيئة شاملة تدعم الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد، يمكن اتخاذ عدة إجراءات، مثل تقديم أساليب متنوعة للتواصل والتعاون ضمن الفريق وتوضيح كيفية تقديم عرض المشروع. على سبيل المثال، يمكن عقد اجتماعات تحضيرية قبل بدء العمل الجماعي لتوضيح المهام القادمة وإعداد الأفراد لها. كما يمكن استخدام الرسائل النصية لتنظيم الاجتماعات، وتوفير مساحات تعاون عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، يمكن السماح باستخدام العروض التقديمية عبر الفيديو بدلاً من العروض الشفوية التي قد تكون أكثر تحديًا بالنسبة لهم. ومن المهم أيضًا توفير بدائل للأفراد الذين قد يواجهون صعوبة في التعبير عن معرفتهم بشكل فعال في بيئة العمل الجماعي.

في الختام، يساعد العمل الجماعي في تطوير المهارات الاجتماعية وحل المشكلات، وبينما يحتاج الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد إلى المساعدة للاندماج والعمل على أدوارهم الاجتماعية ضمن المجموعات، فإنهم إذا حصلوا على هذه المساعدة يمكنهم المساهمة في المجموعة مما يعزز ثقتهم بنفسهم ويحسن لديهم مجموعة متنوعة من المهارات.

المرجع: 

Teaching Group Work to Individuals with Autism https://www.healisautism.com/post/teaching-group-work-individuals-autism