الأبعاد السبعة لخدمات تحليل السلوك التطبيقي

لماذا يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بطريقة غير لائقة؟

لماذا يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بطريقة غير لائقة؟

لماذا يتحدث الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بطريقة غير لائقة؟

ترجمة: أ. شروق السبيعي

التحدث هو سلوك إنساني أساسي حيث تعمل العمليات الجسدية والعقلية معًا. كثير من الأطفال والشباب ذوي اضطراب طيف التوحد، وخاصة في مرحلة البلوغ المبكرة، يتحدثون بطريقة تعتبر غير لائقة، إن لم تكن مهينة، لأنهم لا يدركون كيف تؤثر سلوكياتهم على الآخرين (شميت وآخرون، 2018). تم تناول موضوع ‘المناهج المخفية’ بشكل متكرر في هذا السياق، ‘المناهج المخفية: هي القواعد الاجتماعية غير المعلنة التي يتعلمها الأطفال من خلال التفاعل مع الآخرين’ (شروق، المترجم)، وكيف يؤثر ذلك على مجتمع اضطراب طيف التوحد. في الأساس، يعاني الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في كثير من الأحيان من صعوبة في “التقاط” القواعد غير المعلنة التي يتوقعها الجميع ولكنها غير معبر عنها رسميًا. نتيجة لذلك، لا يدركون أن سلوكياتهم غير لائقة لأنهم لم يتلقوا تعليمات بذلك (إيب وآخرون، 2018).

بما أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يجدون أحيانًا صعوبة في فهم العلاقة بين الردود غير اللائقة ومشاعر الآخرين، فقد يسيئون تفسير المواقف الاجتماعية بسهولة. يُعتبر اضطراب طيف التوحد والتحديات المتعلقة بالتعلم الاجتماعي والفهم المعرفي للمواقف الاجتماعية من الأمور المعقدة التي يصعب استيعابها. ولتمكينهم من تطوير استجابات عاطفية واجتماعية مناسبة، من المهم تعليمهم كيفية التعامل مع المواقف اليومية المعتادة.

بمجرد أن يفهم الأطفال أساس القواعد، مثل فهم مشاعر الآخرين وما هي الاستجابات المناسبة في السياق، يصبح بإمكانهم استخدام هذه المعرفة بشكل أكثر فعالية في المحادثات الواقعية (بونين وآخرون، 2014).

في كثير من الحالات، قد تؤدي الردود غير اللائقة إلى التأثير على مشاعر الأطفال الآخرين وسلوكهم تجاه الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. مع مرور الوقت والخبرة، قد يدرك الأطفال أن أفعالهم لا تُرى بشكل إيجابي من قبل الآخرين، لكنهم لا يزالون غير قادرين على فهم السبب. في بعض الأحيان، يفشلون في رؤية أي شيء مهين ولا يفهمون لماذا قد يهتم أحد أو يشعر بالقلق أو الاستياء من ذلك. نتيجة لذلك، قد يختارون تجاهل المشكلة، غالبًا على حسابهم الشخصي.

يميل الأطفال ذوي النمو العصبي الطبيعي إلى الاستجابة لتوقعات الآخرين في التفاعلات الاجتماعية. فهم يلتقطون ما يُنتظر منهم من تصرفات، ويعتمدون على هذه التوقعات في تفاعلهم مع من حولهم، سواء من خلال تقليد سلوكيات الآخرين أو التكيف مع القواعد غير المعلنة. لذلك، يجب على الآباء الانتباه إلى ما يشاهده أطفالهم ويستمعون إليه. (ميدان وآخرون، 2009).

قد يدرك الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في نهاية المطاف كيفية استجابة الآخرين لتصرفاتهم، وفي بعض الأحيان تكون ردود الفعل قوية، خاصة عندما يقومون بتصرفات يُنظر إليها على أنها غير لائقة اجتماعيًا. ومع ذلك، قد يواصلون السلوك بسبب ردود الفعل التي يتلقونها. يُنظر إلى هذه السلوكيات لدى الأطفال عادةً على أنها “طلب انتباه” (تايلور وكار، 1992).

ومع ذلك، قد يكون لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أيضًا صرخة طلب مساعدة، لأنهم يواجهون صعوبة في وصف طبيعة صراعاتهم ومشاكلهم أو حتى مشاعرهم في بعض الأحيان (وهي حالة تُعرف باسم ‘الألكسيثيميا’). نتيجة لذلك، يعانون من مشاعر الإحباط والغضب الشديد، التي يعبرون عنها من خلال تصرفاتهم. وبشكل ساخر، بل وحتى مؤلم، هم ليسوا مهتمين بإيذاء أو جرح أي شخص. هم غير مدركين لتأثير ردود أفعالهم غير اللائقة على الأطفال الآخرين أو مدى إزعاجها أو إهانتها لهم، هم فقط يركزون على إثارة استجابة من الآخرين. (وربما جعل الآخرين يدركون معاناتهم) (شميت وآخرون، 2018).”

الفكرة القائلة بأن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يفتقرون إلى المشاعر هي فكرة مغلوطة. في الواقع، يمتلك معظم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مشاعر قوية. غالبًا ما يواجهون صعوبة في السيطرة على مشاعرهم مثل الغضب أو الخوف أو القلق (إيب وآخرون، 2018)، مما قد يؤدي إلى نوبات انفجارية عاطفية تُعرف بـ “الانفجارات العاطفية”. نظرًا لصعوبة فهمهم لمشاعرهم الخاصة، فإن التوقع منهم بالتفكير في الطفل الذي أمامهم والاستجابة بشكل مناسب قد يكون أمرًا غير عادل.

كيف يمكننا مساعدة أطفالنا ذوي اضطراب طيف التوحد في تجنب قول أشياء غير لائقة؟ قد تتساءلون. إحدى أفضل الطرق هي استخدام الثناء والمكافآت للردود المناسبة. عندما يحصل أطفالكم على الثناء والانتباه عند قول أشياء مناسبة، يكونون أكثر ميلًا للاستمرار في فعل ذلك. يحب العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد الثناء ويرغبون في التصرف بشكل جيد للحصول على المزيد من الثناء (كاسيم، زوكي ومحمد، 2020).

وضع قواعد واضحة بشأن الردود المناسبة وغير المناسبة. القواعد هي بيانات إيجابية تُعلم الأطفال كيف يتوقع منهم أن يتحدثوا وما هي الحدود التي تضعها الأسرة لهم. يمكنكم استخدام وسائل بصرية توضح العبارات المناسبة التي يجب قولها لتدعيم ذلك بشكل مستمر (وارن وآخرون، 2021). هذا سيساعد الأطفال على فهم ما الذي يُتوقع منهم في حديثهم ويشجعهم على استخدام المزيد من تلك الأنماط.

المهارات اليومية والاجتماعية للمواقف غير المألوفة والصعبة: إن تمثيل الأدوار، والنمذجة بالفيديو، والقصص الاجتماعية يمكن أن تساعد الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تطوير مهارات المحادثة المناسبة. يجب ممارسة هذه الأنشطة بانتظام لتكوين عادة قبل تطبيقها في المواقف الحياتية الواقعية (مكوي وآخرون، 2016).

خلق بيئة أكثر قابلية للتحكم فيها مثل ترتيب موعد مع صديق العائلة للعب في المنزل، يمكن أن يساعد الأطفال في ممارسة التفاعل مع أقرانهم من نفس العمر مع وجود بعض الإرشادات من البالغين. كما يمكن أن تكون الأنشطة الجماعية الصغيرة مفيدة للأطفال لخلق فرص للتفاعل الاجتماعي.

المرجع

Why Do Autistic Individuals Say Inappropriate Things?

https://www.healisautism.com/post/why-autistic-individuals-say-inappropriate-things